بلدية مدنين
تغطّي بلدية مدنين، وهي بلدية مركز الولاية، معتمديتي مدنين الشمالية ومدنين الجنوبية ( باستثناء منطقة بوغرارة) لتكون ذلك أكبر بلديات الولاية من حيث عدد السكان الذي يبلغ 109123 ساكن يتوزعون على مساحة جملية 98017 هكتار. ورغم أن بلدية مدنين المحدثة منذ 13 ديسمبر 1913 هي بلدية مركز الولاية ونقطة عبور بقيت دون انتظارات متساكنيها سواء من أبنائها أو من الوافدين عليها من جهات أخرى للعمل بعدة ادارات جهوية وهياكل إقليمية ومؤسسات جامعية، حيث تفتقر هذه البلدية الى مرافق جماعية هامة والى فضاءات تنشيطية لائقة ومحترمة ما جعلت نوعيّة الحياة بها لا ترتقي الى رغبات سكان المدن الكبرى ومراكز الولايات وحاجيات الطلبة . تستند القاعدة الاقتصادية في بلدية مدنين بشكل رئيسي على الأنشطة الإدارية، كما ان موقعها الاستراتيجي يجعل منها منطقة عبور نحو ليبيا. المدينة اليوم فشلت نوعا ما في الاستفادة من نقاط قوتها وترتكز على قاعدة اقتصادية هشة وغير مستقرة موجودة في احياء صناعية )طريق بن قردان وكوتين( ومنطقة صناعية بتاجرة. ورغم ان خطط توسيع المناطق الصناعية الموجودة مهمة ولكنها لن تحل مشكلة المدينة. وترتكز بلدية مدنين في أنشطتها الاقتصادية على التجارة والفلاحة والخدمات الى جانب توفّر مواد إنشائية خاصة الطين الذي انتصبت لتثمينه وحدات لصناعة الآجر مع وجود وحدات لصناعة الجليز والخزف بعضها واصل الانتاج والبعض الاخر مرّ بصعوبات وتوقف. وتشتهر مدنين بقصورها التاريخية العريقة التي لم يبق منها إلا القليل كقصر مدنين وقصر أم التمر انطلقت بهما محاولات للاستثمار سياحيا وإعادة الحياة اليهما. وتتوسط قلب المدينة قاعة سينما موصدة الأبواب منذ عقود حيث انطلقت فيها الاشغال سنة 2019 وينتظر افتتحها أواخر سنة 2022 لتصبح قاعة عروض بلدية عصرية. وعلى أهمية القطاع التجاري بهذه المدينة إلا ان البلدية ولعدة أسباب عجزت عن توفير فضاء مناسب ولائق للانتصاب ليبقى مكان السوق متموقعا وسط الوادي في قلب المدينة والمعروف باسم "سوق الوادي" لا تتوفر فيه أية مرافق بل يشكّل مصدر خطر وقلق عند نزول الأمطار إذ تتحول البالوعات الى نافورات تقذف مياه متعفنة وروائح كريهة تزعج الباعة والحرفاء. هذا وبرمجت البلدية تدخلات بقيمة مليار و 300 الف دينار لتجديد قنوات المياه المستعملة التي تمر عبر الوادي وبناء ممرات و تبليط وتهيئة جزء منه، كما برمجت وزارة التجهير تدخلا بقيمة تقارب 6 مليارات لبناء جسر وسط المدينة.
المزيد